تقع مدينة العرائش في الشمال الغربي للمغرب على المحيط الأطلسي،مكونة من قسم قديم مغربي عربي وجديد على الطراز العصري الاسباني، حيث انها تعتبر من اجمل مدن الشمال بل المغرب بطابعها المعماري المتنوع و المتشبع بحضارات الاندلس القديمة و العصرية ، تتمتع بمناخ معتدل طوال فصول السنة ...
من مميزاتها الصيد البحري و الفلاحة وبشكل اقل على السياحة . بالنسبة للصيد البحري فلتوفرها على ميناء بحري على المحيط الأطلسي حيث يلعب الميناء دورا بارزا في مجال امداد المنطقة و التراب الوطني بالسمك حيث يتم صيد كميات لابأس بها من السمك المتنوع الذي تزخر به شواطئ المغرب ويتم تسويقه داخليا وخارجيا .
ميناء العرائش لعب دورا كبيرا في تاريخها وأصبحت المدينة مقرونة بمينائها.مما جعل أهل العرائش مرتبطيين ارتباطا وثيقا بالبحر من خلال الاهتمام بالنشاط الصيد البحري و التجاري ، حيث كان هذا الميناء من اهم الموانئ المغرب على مر التاريخ مما جعل جل سلاطين المغرب يهتمون به من خلال صد هجمات الاوروبيين على المدينة أو ما يسمى بالجهاد البحري، وكذلك التجارة مع الدول الصديقة من خلال تصدير المنتوجات المغربية و الاقليمية واستراد البضائع الاوروبية ، هذا الميناء الذي نتكلم عليه الأن صار من الموانئ المهملة ويعيش وضعية سيئة حاليا من خلال الإهمال المتعمد .
أما الفلاحة فلوجودها بسهل حوض اللوكوس الفلاحي الذي يعد من المناطق الفلاحية الرئيسية في المغرب و من أغنى الجهات حيث تقدر مساحته الاجمالية 256.000 هكتار منها 47.300 هكتار صالحة للزراعة 38.400 هكتار منها مسقية . وتقدر المساحات المسقية بالرش 65./. من مجموع المساحات المسقية . ويتميز الإنتاج الفلاحي بالمنطقة بتنوع في الإنتاج النباتي و الحيواني مع تركيز على الزراعات التصديرية و التحولية خاصة توت الأرض و الطماطم الصناعية و البطاطس و الحوامض و الزراعات السكرية و الحليب وتساهم منطقة اللوكوس بنسبة 80./. من الإنتاج الوطني من توت الأرض و 7./. من الخضروات و 15./. من السكر و 7./. من الزيوت و 8./. من الحليب و 10./. من العسل .ويتوفر هذا الحوض على موارد مائية سقوية بفضل وجود سد واد المخازن بالمنطقة .
تاريخيا فالمدينة تعتبر من اقدم مدن المملكة ، لـوجود مدينة ليكسوس التي بناها الفنيقيونبقربها وقد عرفت أربع حقب هي الفـنيقيةو القرطاجية و الرومـِِِِانية و أخيرا الإسلامية .
فمدينة ليكسوس تقع على بعد 3 كلومترات من المدينة على ربوة في مدخل المدينة شمالا و على ضفة نهر اللوكوس وقد تم اختيار الموقع من طرف الفنيقيون لسهولة الاتصال عبر النهر المؤدي الى المحيط الأطلسي .ثم تعاقبت حقبة الرومان في المغرب و التي عرفت ازدهار الحضارة الرومانية بشمال افريقيا وتم تشيد مدن كثيرة بالمغرب مثل : تمودا ( تطوان) وليلي ( منطقة فاس) تنجيس ( طنجة) ...الخ
تعرضت مدينة العرائش لحملات استعمارية عدة حيث تعتبر من الثغور المهمة و الإستراتجية بشمال المغرب وقد أولاها ملوك المغرب اهتماما بالغا لموقعها القريب من اوروبا ولصد هجمات البرتغال و الإسبان حيث كانت امنياتهم احتلال المدينة بأي طريقة كانت ، فقدحاول البرتغاليون احتلالها عدة مرات الأولى سنة 1489 م من خلال بناء قلعة فيما يسمى الأن بالمــلالح ثم سنة 1504 و 1508 م تم صد هجماتهم ثم سنة 1575 م حيث جيَش ملك البرتغال حملة للاحتلال العرائش من خلال مهاجمتها واحتلالها عن طريق البحر مما نتج عنها وقوع معركة وادي المخازن المشهورة وانهزامهم فيها اشد هزيمة .
فترة الاستعمار الاسباني عرفت عدة مراحل من خلال تصورهم للمدينة وذلك باعطائها اهمية بالغة في مخططاتهم التوسعية : الاولى بدأت سنة 1607 - 1608م ولكن دون جدوى الى أن تم لهم ذلك سنة 1610 من خلال معاهدة تسلييم المدينة للإسبان مقابل مساعدتهم لأحد ملوك السعديين ضد اخيه وهو محمد الشيخ، دامت مقامهم بها 80 سنة إلأ ان حررها مولاي إسماعيل احد ملوك الدولة العلوية سنة 11\11\1689 م ، ولكن نواياهم الاستعمارية كانت على المدينة إلى أن تم احتلالها مرة ثانية سنة 1911م من خلال عملية انزال عسكري بحري على شاطيئها بعد تقسيم المغرب بين فرنسا و اسبانيا الى شطرين جهة الشمال التابع لإسبانيا و الجنوب التابع لفرنسا . وقد انتهت الفترة الاستعماية سنة 1956م حيث حصل المغرب على الاستقلال من طرف الدولتين .
مميزات المدينة أنها تشتمل على ثقافتين المغربية و الاسبانية وخصوصية الهندسة المعمارية التي مازالت آثارها موجودة لحد الآن مثلها مثل مدن شمال المغرب وهذا التأثير كان في اللغة و نمط الحياة السكاني إلا أنه الآن تغيير من خلال هجرة سكان البوادي إلى المدينة .
وقد عرفت المدينة ازدهاراَأقتصاديا خلال الستينات والسبعينات واوائل الثمانينات وتشهد الآن ركود وشلل في المجال الصناعي و الاقتصادي من خلال إغلاق أغلب المصانع الموجودة بها مما اثر سلبا على المدينة مع ازدياد حالات البطالة وانتشار الهجرة الى أوروبا .