بفضل كرة القدم، في حين يتيه عشرات اللاعبين من بني جلدتهم موزعين بين فرق الهواة والأحياء، ومنهم من امتهن حرفة اخرى غير كرة القدم لضمان قوته اليومي في بطولة إسبانيا، مثلا، ينجح قليل الأفارقة في دوري المحلي في حين يفشل الآخرون في إثبات حضورهم وأغلبهم يفضل البقاء في إسبانيا على العودة خائبا إلى بلده وقد تحول بعضهم إلى مشردين وتقول الأرقام المتداولة في الصحف الإسبانية إن عددهم يفوق 500 لاعب، من بينهم مغاربة قدموا من بطولة القسم الأول من الدوري الوطني وتحولوا في إسبانيا إلى مجرد بدلاء في كرسي احتياط فرق للهواة مثل حالة المهاجم السابق لاتحاد طنجة أحمد الشرقاوي، الذي حرك إلى إسبانيا منذ 3 سنوات ويلعب حاليا بفريق جهوي للهواة يدعى رودا دي بارّا وتمكن من الحصول على هذا الامتياز بعدما عاش فترات حرجة كمهاجر غير شرعي عقب مغادرته لفريقه الأصلي عندما كان يخوض معسكرا تدريبيا صيف سنة 2004 بمنطقة أليكانتي بإسبانيا وكان الشرقاوي قبل أن ينخدع بأضواء الليغا التي يتابعها المغاربة بشغف على شاشات التلفزيون، مهاجما وهدافا في البطولة المغربية وسجل 13 هدفا في موسم واحد، كما أحرز 26 هدفا خلال وجود الفريق بالدرجة الثانية سنة 1996، لكنه تحول اليوم إلى مجرد لاعب مغمور في بطولة القسم الثالث في الجارة إسبانيا
والشيء نفسه ينطبق على يوسف علمي الذي يلعب لفريق ليموس من الدرجة الثالثة من بطولة إسبانيا وقد وصل بدوره إلى أوروبا "حاركا" وانضم إلى الفريق المذكور بعدما عاش مشردا كأي مهاجر سري وينقده من وضعه الصعب سوى زواجه من فتاة اسبانية سهلت له عملية تسوية وضعه القانوني بالبلاد وكان وصل إلى إسبانيا بداية 2001 رفقة إحدى الفرق الفاسية للمشاركة في دوري بمدينة مالقة إلا أنه تخلف عن مرافقة فريقه عند العودة و اختفى في إسبانيا بين الآلاف المهاجرين غير الشرعيين فليس حظ كل اللاعبين المغاربة الذين مارسوا في العشر سنوات الأخيرة في بطولة الليغا مثل النيبت أو الزاكي، الوحيدان اللذان نجحا في فرض ذاتهما ضمن فريقيهما ديبورتيفو ومايوركا من مهاجم إلى حلاق مومار سوك، لاعب سنيغالي غادر فريقه من القسم الأول في العاصمة داكار وآتى إلى إسبانيا من أجل تحسين وضعه المادي بالانضمام إلى أحد الفرق الكبرى لكن الأمر انتهى به أخيرا حلاقا في احد الأحياء الهامشية في مدريد لاعبون آخرون مثل بول بيا واشيلي نوم من الكاميرون، وكيفين أسيموتا من كوت ديفوار وصلوا إلى إسبانيا ضمن أفواج المهاجرين غير الشرعيين الذين اقتحموا مدينة مليلية المحتلة صيف سنة 2005 جاؤوا جميعهم من أقسام الصفوة ببطولات بلدانهم واليوم يعيشون حالات التشرد مختبئين في الأكواخ خوفا من ملاحقتهم من طرف الحرس المدني الإسباني
ودقت أول أمس المنظمة العلمية للهجرة ناقوس الخطر بخصوص استغلال بعض اللاعبين الأفارقة من طرف بعض سماسرة التهريب البشري وقالت إن 34 شابا بين 16 و18 سنة سقطوا ضحية عميلة خداع واسعة من طرف وسطاء غير قانونيين بعدما أدى كل واحد منهم ما قيمته 450 أورو مقابل التهجير إلى اسبانيا والانضمام إلى أندية معينة لم يحددها التقرير بالاسم وحذرت بدورها منظمة اليونيسيف بالاستغلال المتعدد الأشكال الذي يتعرض له بعض الشباب الأفارقة في أوروبا بعد توهيمهم بأنهم سيتحولون إلى نجوم مثل صامويل إيتو و دروغبا أو كانوتي وقال أحد المنخدعين في عملية تهجير 34 لاعبا من مالي انه كان يحلم باللاعب في الليغا من أجل الشهرة والحصول على اموال لمساعدة عائلته الفقيرة ببلدة سيكاسو الفقيرة ويذكر أن إيتو يشن منذ مدة حملة ضد تفشى ظاهرة خداع اللاعبين الأفارقة بعقود وهمية، حيث يخصص منزلا فى برشلونة لإيواء اللاعبين الأفارقة المغرر بهم حتى يتم إعادتهم إلى بلادهم بصورة كريمة وتقوم حملة إيتو على مطالبة الأسر الإفريقية بضرورة الحصول على عقود رسمية موثقة من الأندية الأوروبية قبل السماح لأبنائهم بالسفر إلى أوروبا وقد مر إيتو بتجربة مريرة قبل نجاحه في الاحتراف في إسبانيا عندما ذهب وهو شاب إلى فرنسا للاحتراف بدون عقد احترافي رسمي، غير أنه وجد نفسه بدون مصدر رزق وبدون وثائق إقامة يعانى من ملاحقة الشرطة في كل مكان حتى قرر العودة الى الكاميرون ليؤهل نفسه جيدا كلاعب ويحصل بعد ذلك على عقد احتراف في البطولة الإسبانية.
![[color=green][size=18]مغاربة من بين 500 لاعب إفريقي مشرد في إسبانيا[/size][/color] Empty](https://2img.net/i/empty.gif)
![[color=green][size=18]مغاربة من بين 500 لاعب إفريقي مشرد في إسبانيا[/size][/color] Icon_minitime](https://2img.net/i/fa/icon_minitime.gif){kind=icon}
الثلاثاء أغسطس 12, 2008 2:34 pm
