[بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيد المرسلين .
أيها الحضور الكريم
إنه لمن دواعي السرور والغبطة أن نرحب بكم اليوم في جمعيتكم هاته التي اخترنا لها من الأسماء :جمعية تلعينت للتربية والثقافة ،هذا الاسم الذي يدل على إحدى المعالم التي افتقدناها بمنطقتنا العزيزة هاته ألا وهي عين الماء التي كانت زاخرة بالمياه والتي كان يأتي إليها الناس من كل حدب وصوب، واليوم لم نختر هذا الاسم عبثا وإنما تيمنا بتلك العين.
فإذا كانت عين المياه قد جفت فإن عين العلم والمعرفة مازالت جارية وسنعمل إنشاء الله على الرفع من قيمته ونشر ثقافة العلم والمعرفة بين الجميع أطفالا ونساء ورجالا ،وهمنا في ذلك كله الرفع من مكانة الساكنة والعمل على تنوير العقول وصنع أجيال المستقبل .
أيها الحضور الكريم ،إن العمل الجمعوي هو عمل جماعة ويد الله مع الجماعة، ومازال الله في عون العبد مادام هذا العبد في عون أخيه ،ونحن اليوم إذ نحتفل بميلاد جمعيتنا هذه فالفضل يعود إليكم بالدرجة الأولى ،وخير دليل على هذا حضوركم اليوم ودعمكم المستمر لنا .
إن العمل الجمعوي أصبح قاطرة للتنمية والدولة اليوم تعول عليه أكثر من وقت مضى وتوليه من الأهمية الكثير، وأصبحت الجمعيات بفضل توجهات ملك البلاد المفذ ى صاحب الجلالة الملك محمد السادس تلعب دورا حاسما في خلق تنمية مستدامة من خلال دعم أنشطتها وخير دليل على كلامنا المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي استفادت العديد من الجمعيات على الصعيد الوطني والجهوي والإقليمي منها ،فخرجت الجمعية عن نطاقها التقليدي الذي كان مقتصرا على بعض الأنشطة المنغلقة التي يستفيد منها فئة قليلة إلى أنشطة مهمة وفعالة مدرة للدخل وأصبحنا نرى جمعيات وتعاونيات تحقق نجاحات متتالية بفضل هذه المبادرة،ولذلك لا يسعني إلا أن أطلب منكم حضورنا الكريم الوقوف بجانب هذه الجمعية الفتية التي ستعمل إنشاء الله على تحقيق تنمية شاملة مستدامة بجماعتنا التي نعرف جميعا ما تعاني منه من مشاكل متعلقة بالموارد البشرية بالدرجة الأولى، فباعتبارها قطبا فلاحيا وقربها من المدار الحضري لأيت ملول و انزكان وأكادير جعلها مكانا وملجأ للعديد من الأسر النازحة من مختلف مناطق المغرب وأغلبه من الفئات الفقيرة والتي حكمت عليها ظروف المناخ الجاف من الخروج للبحث عن عمل موسمي يضمن لها الاستمرارية ،وأصبحنا نعاني من ظواهر شادة في محيطنا الذي نعيش فيه كالأمية والهدر الدراسي وانتشار الجريمة ، وبذلك فبتظافر الجهود بين جميع القوى الفاعلة في المجتمع من مجالس منتخبة وسلطات محلية وجمعيات المجتمع المدني سنرقى لامحالة بهذا العنصر البشري الذي هو أساس التنمية المحلية والوطنية وهو رهان الدولة الحديثة.
وفي الأخير أتمنى من العلي القدير أن يجعل النجاح حليفنا ويجعلنا عند حسن ظن صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و لا يفوتني بهذه المناسبة إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل أصالة عن نفسي وعن باقي أعضاء الجمعية إلى السلطات المحلية بالقليعة وكذا المجلس المنتخب وكافة من ساهم معنا من قريب أو بعيد في إخراج هذه الجمعية إلى حيز الوجود والأمل معقود عليكم للسير بها قدما نحو الأفضل من خلال دعمكم لأنشطتها .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأربعاء أغسطس 13, 2008 11:42 am
